لعشاق دار السلام .. انتم على موعد مع رحلة بغدادية سترافقونها منذ الولادة وحتى يومنا هذا. انها ليست مجرد رحلة غوص في التاريخ بل أعمق من ذلك بكثير .
بغداد .. المدينة التي مهما حاولت كتب التاريخ ايفاءها حقها تقف عاجزة مذهولة .. هذا الانجاز العظيم أُنجز من القلب امتد العمل به لنصف قرن مضت ، فكرته مميزة للغاية ..فقد أُصدرت طبعته الاولى في ستينات القرن الماضي أحتفالاً بالألفية لمدينة السلام حيث ضم أجمل ما خطتة ايدي الرسامين وأروع ما التقطته عدسات المصورين وعصارة المفكرين والباحثين من كافة أنحاء العالم بدءاً من أصل التسمية الى كل ما يخص “بغداد” من إعمار ، ثقافة ، أدب وفنون .. كان من المخطط أن يقام مهرجان ضخم يضم كافة المستشرقين والباحثين في العالم من المان وفرنسيين لهذه الرقعة المميزة من الارض ، لكن لم يكتب لهذا المهرجان ان يُقام، وبهذا قام المعماري الفذ المهندس محمد مكية (رحمه الله) بتشكيل فرق من طلبة الهندسة المعمارية لإكمال المهمة من رسم وتصوير المعالم الحضارية والعمرانية لتأسيس أرشيف عمراني حيث كُلل هذا المجهود بالنجاح وقد زار المعرض شخصيات مهمة من مشارق الارض ومغاربها انذاك ، ليرفدنا بمعلومات عن طبيعية الحياة وكل ما يخص بغداد ما عجزت عنه كتب الأدب مجتمعة .. أعيد أصدار الكتاب في عام 2005 امتدادا للأصدار السابق وللمقارنة بين ماضي بغداد وما كانت عليه في القرن العاشر الميلادي وما حل بها في نهاية القرن العشرين . هذا العمل سيكون بمثابة مقدمة لأصدار أطلس بغداد “ألف صورة وصورة”.. طاب ثراك ايها المبدع .. “بغداد” ستنهض بأبنائها بل وتعود كما كانت ملهمة الشعراء.. أرض الف ليلة وليلة .. مركز العلم والعلماء.. قبلة العالم أنتِ يا جميلةكل بيت بغدادي، وكل شخص عراقي ،بل وكل عشاق دار السلام بحاجة ان يثروا مكتباتهم بهذه الثروة